دأب كثير من المحدثين على تصنيف مؤلفاتهم في أبواب ومواضيع مستقلة، وجمع الروايات والآثار والأقوال الواردة تحت هذا الباب، ومن ذلك التصنيف في موضوع ''الطب النبوي''، كتاب للإمام أبو عبد الله ابن قيم الجوزية، و يحتوي على فوائد جليلة عن قواعد الطب، ومنافع ومسائل علمية نادرة، و هو جزء من كتاب ''زاد المعاد في هدي خير العباد''، وهو من الكتب الطبية، التي عالجت مُشكلات الجسد وأدوائه البدنية والنفسانية، وهو مُسْتَلْهَم من أفعال النبي صلى الله عليه وسلم وهَديه في التداوي من مختلف العلل، وقد زوده المصنف بفوائدَ طبيةٍ، مُسْتَخْلَصَة من فوائد الثمار، والخضروات، واللحوم وغيرها، مرتبةً على حروف المعجم.

واليوم في ظل انتشار الأمراض والأوبئة، نرى بأن النصوص النبوية الواردة في الطب والتداوي هي تشريع على المسلم الالتزام به ويؤجر عليه، وأن في بعض الأعشاب والأغذية منفعة صحية مباشرة نظراً لما دلت عليها النصوص النبوية كالعسل، والحبة السوداء، وتمر العجوة، وغيرها.

ترك النّبي عليه الصّلاة والسّلام للأمّة إرثًا نبويًّا فيه صلاح النّاس في دنياهم وآخرتهم، حتى في زمننا هذا، ومن بين هذه الإرث النّبوي كان الطّب النّبوي، فقد وردت عن الرّسول عليه الصّلاة والسّلام عدّة أحاديث حثّت على التّداوي، كما وردت أحاديث في فضل التّداوي ببعض ما خلقه الله تعالى من نباتات أو أعشاب، وقد كانت توجيهات النّبي الطّبيّة شاملة لجميع جوانب حياة الإنسان الصّحيّة ابتداءً من تقرير سنّة التّداوي وأنّه ما خلق الله تعالى من داء إلّا جعل له دواء إلا الموت أو الهرم.